يظل الكلام عنصر التفاهم الأساسي بين الزوجين فالحياة الزوجية تقوم على المودة والرحمة ولا سبيل لتحقيق ذلك سوي بالإتصال بين الزوجين مادياً أو معنوياً ويعتبر الحديث أحد أهم الواجبات الملقاة على عاتق كل منهما للحفاظ علي حياة صحية وسليمة وتحقيق السعادة المنشودة ومنزل مفعم بالحب.

أسباب الصمت الزوجي
هناك عدة أسباب تؤدي للصمت الزوجي كعدم الصراحة والوضوح بين الطرفين وقد يرجعها البعض لرتابة العلاقة الزوجية أو كثرة المشكلات بين الزوجين سواء بسبب الأبناء أو الأمور المادية أو غياب مشاعر الحب واختلاف الميول والهوايات والاهتمامات وطريقة التفكير إضافة لعدم وعي الطرفين بأهمية الحوار الذي يعتبر عصب الحياة الزوجية، وقد يظن البعض أن الحوار مرادف للضعف بالإفتقار لرأي الآخر أو أن البوح بمكنون النفس خطأ لذا يجب أن يعلم الزوجان أن الحوار ليس بالضرورة أن يسوده دوماً الهدوء والسلاسة بل قد يحتمل الشد والجذب واختلاف وجهات النظر للوصول للهدف المنشود.

رد الفعل السلبي
يكمن الخوف من الحوار من تكرار الفشل أو رد الفعل السلبي من أحد الطرفين فقد تخشى الزوجة من محاورة زوجها إذ ربما يصدُّها أو يهمل طلبها أو يستخف به وقد ييأس الزوج من زوجة لا تُصغي ولا تجيد إلا الثرثرة أو لا تفهم ولاتتفاعل مع ما يطرحه مما يجعله يُؤثر السلامة ويرى أن الصمت هو الحل. ويأتي الصمت أيضاً بسبب إرهاق العمل والقلق الخارجي وليس بسبب عدم توافق فكري بين الزوجين فعملهما خارج المنزل وعودتهما للمنزل والتعب يثقل كاهليهما فينعدم الحوار بينهما وخاصة مع وجود التلفاز ومواقع التواصل الإجتماعي الذي تقطع سبل التواصل بين الطرفين.وقد يعتقد البعض بأن الأفعال تُغني عن الأقوال فهناك من يرى أن في الفعل ألف دليل على الحب وأنه أبلغ من الكلام وتلك هي نصف الحقيقة فالكلام سبيلاً ودليل علي التواصل وعدمه دليلٌ على الإنقطاع 

علينا تحليل وظائف الصمت بدقة فقد يكون الصمت للاسترخاء فهو حالة تؤدي لهدوء وصفاء وتؤهل الإنسان العامل لتجديد قواه وتوفير جهوده الذهنية لما يحتاج إليه عمله، وقد يكون الصمت أيضاً تعبيراً عن الخوف أو الضعف أو نوعاً من العصيان وأحياناً يكون الصمت علامة الرضا أو عدمه ولأن الرجال عادة لا يتحدثون كثيراً كالنساء فعلي الزوجة العبء الأكبر في معالجة مشكلة الصمت الزوجي.

كوني صديقة وليس محققة
لا تُشعري زوجك بأنه في إستجواب دائم لأنه في هذه الحالة يري الصمت أفضل من الشعور بأنه متهم في تحقيق بوليسي لذا كوني له صديقة وأشعريه بإهتمامك بما يمر به ورغبتك في المساعدة وأظهري له إستعدادك للإصغاء إليه ليفضفض عن مكنون صدره.

إستخدمي مفردات جذابة
قبل أن تشتكي من صمت زوجك، راقبي كلامك أثناء الحديث معه فليس من المعقول أن تكون كل مفرداتك إدفع والبيت يحتاج ونريد منك ومصروفات وغيرها من المتطلبات فعندما يخلو حديثك من تلك العبارات التي تشعره بعبء المسؤولية مع اختيار الوقت المناسب والطريقة الأمثل لطرحها سيتخلى زوجك عن الصمت وسيندفع في الحديث إليكي.

تعلمي فن الحوار
التحاور والتشاور لا يكون إلا من طرفين أحدهما يتحدث والآخر يستمع فلا أحد يرسل طوال الوقت ولا أحد يستقبل علي طول الخط وتكرار المبادرات لفتح الحوار وتغيير المواقف السلبية مسألة صعبة لكن نتائجها أفضل من الإستسلام للقطيعة وعليكي أيضاً اختيار الوقت المناسب وتجنب الإنفعال والبعد عن الجدل والمشادات الكلامية وحسن الإصغاء وعدم المقاطعة أثناء الحديث فتلك الأمور وغيرها تؤدي لنجاح الحوار بين الزوجين وتشجع على استمرارها.

فكري كرجل
تفهمي طريقة تفكير زوجك فالتواصل لدي الرجل يمر بثلاث مراحل أولها التفكير فهو لا يرى ضرورة لكشف محتوى تفكيره ثم التخزين وخالله يصمت للسيطرة على الموقف وبعد تقديره لكافة الإجابات الممكنة يختار منها الأفضل فيتواصل.

الصمت جزء من التواصل
تميل النساء للتفكير بصوت عالٍ لإطلاع الآخر على حالتهن النفسية فالحوار عند المرأة طلب عون وهي بطلبها للمعونة تقدِّر من تطلب معونته أما الرجل فلا يطلب العون إلا في نهاية المطاف فلا بد أن تفهم المرأة أن صمت الرجل هو جزء من تواصله أيضاً.

والصمت لا يعني غياب الحب بين الزوجين ولكن ربما ليس لديهم القدرة علي التفاهم بشكل جيد ومن ثم تتهدم لغة الحوار وتبدو الحياة فاترة. أما حين يكون الحوار هادئاً ومتصلاً، يزيد الإرتباط لذا على الزوجين تعلم كيفية إدارة الحوار بدون توتر أوتبادل للإتهامات. 

إقرأ أيضاً