عرف المصريون الدراجات النارية كوسيلة إنتقال وكانت الخمسينيات عصرها الذهبي وإن كانت شعبيتها تمتد للأعوام الثلاثين حيث بدأ إستخدامها كبديل رخيص للسيارة وظهرت علي طوابع البريد المستعجل وإنطلقت بقوة وأصبحت تقليعة بها كثير من المتعة.

في أوائل الخمسينيات، إجتمع عشاق الموتوسيكلات في نادي كان مقهي شعبي بحي المنيرة اكتسب شهرته من كم الموتوسيكلات التي كان أصحابها يتركونها أمامه وكانت أول رابطة لعشاق الدراجات النارية أسسها مصريين ويونانيين وأرمن ومنهم الأرمني أدورين فلورانس الذي عرف بألعابه التي يرفع فيها جسده بالهواء وهو يقود دراجته النارية وكان عضواً لمجلس إدارة النادي وخبيراً بالدراجات النارية بالسوق المحلية كهارلي وBAS وتريامف وأيريال ورويال وصن بيم وتايجر وهي ماركات إنجليزية وأمريكية إنتشرت آنذاك.

       

إعتاد أعضاء النادي الإجتماع يوم الأحد علي قهوة المنيرة والإنطلاق برحلات للأسكندرية والفيوم والمعادي وحلوان والأهرام والقناطر. أما أطول الرحلات فكانت للعلمين لمسافة زادت عن 350 كم. إنطلق الجميع من شارع الموازي لشارع القصر العيني وبوصولهم لشارع الهرم، إنطلقوا بسرعات جنونية إستعداداً لسباقهم علي الطريق الصحراوي وتعثر أحد المتسابقين بكومة بازلت وفقد السيطرة فقفز في الهواء لثلاثين متراً سقط بعدها وفارق الحياة ليكون أول شهيد لسباق موتوسيكل.

أما الإيطاليين سكورزيني الصحفي وألبرتو لوتشيانو المصور فبدأوا رحلة من روما لإسبانيا عبر مضيق جبل طارق وصولاً للقاهرة بسكوتر فيسبا وكانت رحلة لأكثر من 16 ألف كم تنتهي بالقاهرة ولكنهما قررا مدها لأسوان لتحقيق رقم قياسي للسرعة. بدأت الرحلة في 12 أبريل 1953 لتصل للمنيا بعد ثلاث ساعات ومنها لأسيوط في ثلاث ساعات لكن كرم أهالي الصعيد أعاق القافلة فأصر البعض علي دعوتهم للغذاء وإشترط أحد أصحاب محطات البنزين أن يتوقف الفريق لتناول البيرة وإلا فلن يقدم البنزين والزيت.

ولتفادي إهدار الوقت، إختارا الطريق الصحراوي بمجرد وصولهما لأسيوط حيث بدأت المرحلة الثانية لقنا ثم الأقصر. وبحساب متوسط السرعة تبين أنهما قطعا مسافة 1023 كم في 26 ساعة أي بمتوسط 40 كم/ ساعة وكان الرقم قياسياً. وفي أواخر عام 1951 وصل لمصر إثنان من الرحالة الألمان ومعهما موتوسيكل لإختراق أفريقيا.

وفي بداية الخمسينيات، إنتشر السكوتر بمصر وصار موضة بين الشباب. بالنسبة للأمبير، كانت دراجة خفيفة الوزن بقوة 5 أحصنة وإستهلاك وقود منخفض لم يزد عن لتر واحد لكل 50 كم وسرعة 80 كم / ساعة ولم ينافسها سوي الفيسبا بفضل السعر والإستهلاك شبه المنعدم للوقود فضلاً عن مصاريف الترخيص والتأمين الضئيلة.

إنتشرت تلك الأنواع لدي الطبقة المتوسطة والشعبية. واللافت للإنتباه هو جودة التنظيم خلال الخمسينيات التي شهدت مولد نادي فيسبا وكان يتولي تدريب الأعضاء علي قيادة فيسبا وتنظيم رحلات للمدن والمناطق السياحية المجاورة للقاهرة مما زاد من شعبيتها.

إقرأ أيضاً