بعيدًا عن روتينه وغرفته وسريره الذي إعتاده، حيث التعليمات والتوجيهات الدائمة، يصبح المبيت خارج المنزل رغبة ملحة لدي الأبناء وعلي الأباء أن يرضخوا لها ما بين سلبيات وإيجابيات.


يخشي الكثيرين من نوم أبنائهم خارج المنزل، لإرتباطهم الشديد بهم وخوفهم عليهم من حدوث طارئ ما قد يضر بهم، إلا أنه مع إدراك الأبناء وتعلقهم ببعض الأشخاص إضافة لرغبتهم في الأستقلالية والأعتماد على النفس في كثير من الأمور، فإنهم سرعان ما يطلبون من الوالدين المبيت والنوم خارج المنزل لا سيما عند الأقارب أو الإصدقاء، وهو ما قد يلقى رفض من الأبوين وخاصة الأم.

فالكثيرين يروا أن النوم خارج المنزل للأطفال من الأمور غير المعتاد عليها عند الكثير من العائلات خاصة للفتيات، أما فيما يخص الأبناء الذكور فهو أمور قد تقبله بعض العائلات وترفضه عائلات أخرى، إعتقادا منه إن النوم خارج المنزل عند الأقارب والمعارف أو أجداده، وأعمامه، وغيرهم سيعرضه إلى أن يتعرف على عادات وعلاقات تختلف عما تعود عليه داخل أسرته، كما أنه سيكون شديد الملاحظة لكافة التصرفات التي يقوم بها الأبناء والوالدين في هذه الأسرة.

ولكن نوم الطفل خارج المنزل له العديد من الايجابيات ولكنه أيضاً يحمل عدد من السلبيات ومن هذه الإيجابيات أن الطفل حتي عمر التسع سنوات يبقى مرتبط بشكل كبير بمنزله وبأمه، ولكن النوم خارج منزله وإبتعاده ولو ليوم واحد عن بيته يمكن أن يخفف من هذا الارتباط، كما أن نوم الطفل خارج المنزل يمكن أن يعوده على الاستقلالية والاعتماد على النفس في كثير من الأمور، كما بإمكانه أن يتخذ بعض القرارات الخاصة في أشياء تخصه، وهو حلاً وعلاجاً للطفل الذي يعتمد بشكل كلي على والديه في كل صغيرة وكبيرة تخصه، حيث أن ابتعاده عنهم سيجعله مضطراً للبدء في الاعتماد على نفسه ولو بالتدريج.

أما بخصوص سلبيات النوم خارج المنزل، قد تتشكل أن الطفل قد يختار عائلة تختلف في طباعها وعاداتها بشكل كبير عما هو معتاد عليه عند عائلته، وهو ما قد يجعله يتشرب بعض التصرفات أو العادات التي قد لا تقبلها عائلته، إلى أن على الأهل اختيار العائلات القريبة من أخلاقهم وعاداتهم في التصرفات وما يقبلون به وما يرفضونه من عادات وتقاليد، حتى لا يقع الطفل ضحية لاختلاف الثقافات والعادات، وحتى لا يتشرب بعض التصرفات التي ستكون مكروه عند والديه الذين سيواجهان صعوبة في إبعاده عنها بعد ذلك وتغيير المفاهيم الخاصة بها.

شروط المبيت خارج المنزل
- معرفة وثيقة بمستضيفيها ، فيجب أن يتلقّى أبنائك دعوة ملائمة أي أن تتّصل والدة صديقتها بك لتخبرك عن المناسبة، وعليك أن تتأكدي أنّها ستكون حاضرة لتراقبهم من بعيد، وأن تتحرّي عن هذه العائلة، وتتأكدي من سمعتهم.
- الحديث مع الوالد فمن حقه أن يعرف أين سيتواجد أبنائه ومع من، وما هي الفترة الزمنيّة التي سيتغيبوا فيها  عن المنزل، في حالة أيّ أمر طارئ سيكون قادراً على التصرّف سريعاً.
-السنّ المناسبة فلا تريدين أن تستيقظي في منتصف الليل على اتصال من ابنائك يطلبون حضورك ، لذلك من المفضّل ألا  يحدث مبيت خارج المنزل قبل سنّ العاشرة.
- يجب أن يحترموا الأسرة التي تستضيفهم، ويشكروا  ربّة المنزل على الدعوة، فلا تأفّف مثلاً من نوعيّة الطعام أو الوقت الذي تحدّده الأسرة المضيفة للنوم وغيره...
-من غير المستحب أن يزيد بقاؤهم خارج المنزل عن يوم واحد، أو أن يتكرّر الأمر كلّ أسبوع مثلاً، فأنت تريدي أن يجرّبوا الاستقلاليّة والأعتماد على النفس شرط أن يتم الأمر ضمن حدود وضوابط.
- من الضروري أن تتّصلي للاطمئنان عليهم ، وأن تتحدّثي مع الشخص الذي سيكون مشرفاً عليها، وتنبّهيه في حال كانت لديهم عادات معيّنة قبل النوم أو حساسيّة على نوع من الطعام.

إقرأ أيضاً